لفت وزير الزراعة حسن اللقيس خلال ورشة العمل التدريبية الزراعية الاقليمية الاولى عن "تشخيص ومكافحة وتدابير ادارة بكتيريا Xylella fastidiosa التي ينظمها الفرع السابع في نقابة المهندسين في بيروت، بالتعاون مع المعهد المتوسطي الزراعي في باري ايطاليا CIHEAM-BARI ومصلحة الابحاث العلمية الزراعية في لبنان إلى أنه "يسعدني أن أرحب بكم جميعا، وأن أشكركم على تلبية الدعوة، للمشاركة في الدورة التدريية الإقليمية، لأن في ذلك دليل على اهتمامكم بالموضوع، وتحسسكم بالمسؤولية لمواجهة هذا المرض الخطير، الذي بدأ يدق باب منطقتنا، ونخشى، في حال وصوله، أن يهدد بعض الزراعات الرئيسية التي يعتمد عليها المزارعون في حياتهم، وتشكل دعامة للاقتصاد الوطني".
وأشار إلى أنه "عندما تم تسجيل ظهور مرض Xylella fastidiosa للمرة الاولى في منطقتنا الأورو- متوسطية على أشجار الزيتون، هذا المرض الشرس الذي يؤدي إلى التدهور السريع للأشجار المصابة، وإلى موتها لاحقا، دقت وزارة الزراعة ناقوس الخطر، منعا لوصوله إلى لبنان، وحركت فرقها العاملة في المناطق اللبنانية التي يخشى أن تكون معرضة له، وعملت على تكثيف المراقبة، واتخاذ الخطوات الوقائية منه، وبالسرعة اللازمة، لأنه مرض لا يرحم، ولا يحتمل الانتظار أو الإهمال"، لافتاً إلى أن "هذا المرض الخطير الذي يمكنه أن يصيب محاصيل استراتيجية أخرى في المنطقة، له تأثيرات سلبية على المحاصيل الأساسية، وبالتالي على الاقتصاد، والبيئة، والحالة الاجتماعية للمزارعين، واستدامة الموارد".
وأضاف "تداركا لنتائجه الكارثية، قام فرع وقاية النبات في مصلحة الابحاث العلمية الزراعية، ومصلحة وقاية النبات في المديرية العامة للزراعة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO، عبر مشروع "تعزيز القدرات لمنع دخول وانتشار بكتيريا XYLELLA FASTIDIOSA، المسببة لمرض التدهور السريع لأشجار الزيتون في دول الشرق الادنى وشمال افريقيا"، ومعهد "CIHEAM- BARI" عبر مشروع "CURE X"، بجهود كبيرة لتنفيذ مسح ميداني لعوائل تلك البكتيريا مع ناقلاتها من الحشرات، بالإضافة الى تدريب الكوادر الفنية في الوزارة، ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، وتبادل الخبرات، ودعم كادر المختبرات لتنمية القدرات الفنية للمتابعة الحقلية".
وتابع "اليوم، يستكمل هذا الجهد الذي يكتسب طابعا وقائيا وعلميا في غاية الدقة، بهذا البرنامج التدريبي الإقليمي، الذي نتطلع أن تكون نتائجه مثمرة من أجل تقويم وتحديث الوضع الصحي للزراعات الاستراتيجية التي من الممكن أن تصاب بهذه البكتيريا الخطيرة، وبناء القدرات حول سبل إدارتها".
من جهته، أعرب نقيب المهندسين في بيروت المعمار جاد تابت عن سعادته لـ"افتتاح هذه الورشة المتقدمة لثلاثة أيام، والتي ستبحث وتعالج في قضايا تتعلق بالزراعة وآفاتها، وخصوصا بكتيريا تصيب النباتات وتحديدا شجرة الزيتون وتسمى Xylella fastidiosa"، منوهاً بـ"الدور المميز الذي تؤدونه في التنسيق المتواصل والدائم بين الفرع السابع في نقابة المهندسين في بيروت و CIHEAM-BARI ووزارة الزرعة ومركز البحوث الزراعية على هذه النشاطات التي تعالج القضايا الزراعية وتتابعها بدقة وعناية لما فيه مصلحة الزراعة اللبنانية".
ولفت إلى "أنني لن ادخل في التفاصيل التقنية لهذه البكتيريا، لكنني اريد ان اؤكد انه لا بد من التعامل مع هذه الحالات بالمسؤولية الواعية والخبرات المحلية والعالمية لنقي شجرنا ونباتنا الآفات التي تقضي على المحاصيل وتؤثر تأثيرا مباشرا على الواقع الزراعي العام"، مشيراً إلى أن "التخوف والصعوبة يتضاعفان مرات عدة بالنسبة إلى شجرة الزيتون، بالمقارنة مع المزروعات الأخرى، بحيث ان شدة الإصابة وسرعة انتشارها لا يتركان مجالا كافيا للقيام بمكافحة ناجعة وهو ما تابعته عندما كنت في فرنسا وسمعنا ما حصل في ايطاليا من فتك هذه البكتيريا بأكثر من 11 مليون شجرة زيتون، وفي ظل هذا التهديد الخطير والتخوف من انتقال العدوى على نحو مستفحل الى مزارع بلادنا".
وأضاف: "بازاء هذه التحديات التي لا تقل خطورة عن اي الاخطار الاخرى، فان نقابة المهندسين، ومن خلال الفرع السابع، وبالتنسيق مع كل المنظمات المعنية، على استعداد للانطلاق بورشة مفتوحة في النقابة، وما نراه اليوم هو اول الغيث، لان بذلك حصانة للأمن الاجتماعي والاقتصادي والمتابعة، بحيث إن أول ما يمكن القيام به هو تدعيم المصالح المختصة في وزارة الزراعة بالإمكانات البشرية والمادية والمالية حتى تقوم بمراقبة دقيقة وصارمة في الحقول والمزارع وخصوصا لشجر الزيتون، وتتهيأ لكل الاحتمالات بما فيها من عمليات تشخيص سريعة للبكتيريا وحشراتها الناقلة، ومن الاستئصال الواجب القيام به عند اكتشاف المرض داخل حقولنا، وكذلك من تحضير للمهندسين والتقنيين اللبنانيين وتدريبهم على سبل التعامل مع المرض".